الجريمة والعقاب | ملخص وتحليل الفصل الثالث،الجزء الأول
ملخص الفصل
استيقاظ راسكولينيكوف حزيناً في غرفة مليئة بالفوضى
💡 يستيقظ راسكولينيكوف في اليوم التالي متأخراً،وبداخله مشاعر من الكآبة و الحزن، ويلقي نظرة إلى الغرفة من حوله، فكانت كما هي دائماً: مملوءة بالغبار وبعض الكراسي القديمة.ورغم هذه الفوضى التي كانت في الغرفة إلا أنه كان يشعر بالراحة والرضا عنها. وفي هذه الأثناء شعر راسكولينيكوف بالجوع،ولكن لا يجد شيء يأكله؛لأن مالكة المنزل أمرت خادمتها بعدم إرسال الطعام له؛ بسبب تخلفه عن دفع مستحقاتها المالية، إلا أن خادمتها- واسمها ناستاسيا- كانت تتعاطف معه وتحضر له ما تبقى من الطعام دون أن تعلم سيدتها،وهو الأمر الذي قامت به أيضاً في ذلك اليوم.
تعاتب ناستاسيا راسكولينيكوف؛لأنه لا يحاول تغير حياته
🕯️ أحضرت ناستاسيا بعضاً من بقايا الطعام؛ لكي يأكلها راسكولينيكوف.وفي أثناء جلوسها معه أخبرته بأن صاحبة الشقة -براسكوفيا بافلوفنا-تريد أن تشكوه إلى الشرطة؛ لأنه لا يدفع الأجار، ولا يريد أن يترك الشقة أيضاً.شعر راسكولينيكوف بالتوتر عندما سمع ذلك، وأخبر ناستاسيا بأنه سوف يُكلم صاحبة الشقة. ثم قامت ناستاسيا بتأنيب راسكولينيكوف؛ لأنه لا يعمل ويمكث في شقته دون أن يحاول تحسين وضعه. يخبرها راسكولينيكوف بأنه لم يعد قادراً على الذهاب لإعطاء الأطفال دروسا خصوصية؛لأنه لا يملك حذاء يذهب فيه للعمل.
تقدم ناستاسيا رسالة إلى راسكولينيكوف وصلت إليه من والدته
🕯️بعد هذا الحوار، تقوم ناستاسيا بإعطاء رسالة إلى راسكولينيكوف، وتخبره أن ساعي البريد أحضرها عندما كان راسكولينيكوف غائباً عن البيت . يصفر وجه راسكولينيكوف عندما يعلم أن الرسالة وصلته من أمه ولا سيما أنه لم يتواصل معها منذ زمن طويل. يأخذ راسكولينيكوف الرسالة، ويصرخ على الخادمة؛لكي تخرج من شقته. يبدأ راسكولينيكوف بقراءة الرسالة. تبدأ الرسالة بشيء من الإعتذار والمواساة في نفس الوقت، حيث تعبر والدة راسكولينيكوف عن حزنها هي وابنتها-دنيا- عن عدم قدرتهم على تقديم المساعدة له طيلة الفترة الماضية ؛ لأن ظروفهم المالية كانت صعبة للغاية، وعبرت عن أسفها تجاه ذلك، ثم أشارت له بأنها الآن في ظروف احسن من ذي قبل وسوف ترسل له المساعدات المالية مرة آخرى.
دنيا عانت من الظلم عندما كانت تعمل كمربية في منزل السيد سفيدريجايلوف
🕯️يقرأ راسكولينيكوف في الرسالة أيضاً عن المعاناة التي عاشتها أخته-دنيا- عندما كانت تعمل كجليسة للأطفال لدى عائلة السيد سفيدريجايلوف، فكان هذا السيد يمطرها بكثير من العبارات القاسية والشتائم الغليظة، وليس ذلك فحسب، بل أنه عرض عليها أن تذهب معه إلى بيت ريفية ليستغلها جسديا، وهو الأمر الذي رفضته دنيا وكانت ترغب في ترك المنزل حتى لا يثير وجودها شكوك زوجة السيد سفيدريجايلوف. لكن في أحد الأيام، سمعت السيدة مارفا بتروفنا- زوجة سفيدريجايلوف- زوجها وهو يتوسل إلى دنيا؛ من أجل أن تقبل عرضه، فغضبت السيدة وقامت بضرب دنيا، واعتقدت أن الدنيا أساس كل المصائب في منزلهم، كما أنها أمرت أن يتم رميها في الشارع.
🕯️بعد هذه الحادثة، انتشرت الإشاعات في البلدة حول ما حدث لدنيا، وأصبح الجميع ينظرون إليها بازدراء، ويصفونها بأقصى الكلمات البذيئة عندما يصادفونها في الشارع. لكن بعد فترة وجيزة شعر السيد سفيدريجايلوف بالندم على ما حدث، واعترف لزوجته بالحقيقة.وعلى إثر ذلك، قامت السيدة مارفا بالذهاب إلى جميع بيوت البلدة لتثبت براءة دنيا.
يتقدم رجل ثري لخطبة دنيا
🕯️ بعد كل هذه التفاصيل التي قدمتها والدته راسكولينيكوف في الرسالة، يستطيع راسكولينيكوف أن يفهم الغرض الرئيسي من هذه الرسالة، وهو أن دنيا تقدم إليها رجل لخطبتها، وهذا الرجل اسمه بيوتر لوجين، ويعمل كمستشار قضائي.
🕯️ تقدم والدة راسكولينيكوف وصفاً مطولاً لبيوتر لوجين، فتقول : بأنه رجل ثري من الطبقة المخملية وعلى درجة عالية من الثقافة، لكن من عيوبه أنه متعجرف، وصعب المزاج، وفي الاربعين من عمره. وعلى الرغم من هذه العيوب إلا أن دنيا تريد القبول به وقدمت بعضاً من التنازلات؛ لأنه رجل ثري، كما أنه لديه مشاريع في بطرسبرغ؛ مما جعل والدة راسكولينيكوف ودنيا يطمعان في وظيفة لراسكولنيكوف العاطل عن العمل.
🕯️ تنهي والدة راسكولينيكوف رسالتها بالقول بأن لوجين يرغب في رؤية راسكولينيكوف والحكم عليه، كما أنها هي ودنيا سوف يأتيان لزيارة راسكولينيكوف دون أن يفكرا بالتكاليف المالية التي سوف تفرضها عليهم رحلتهم إلى بطرسبرغ؛ لأن بيوتر لوجين سوف يتكفل بالمصاريف. بعد قراءة هذه الرسالة، يشعر راسكولينيكوف بمزيج من المشاعر المتضاربة والأفكار المختلطة، لكنه يقرر أن يخرج من شقته هذه المرة دون أن يخشى رؤية أي أحد بما في ذلك صاحبة المجمع السكني.
التحليل النقدي
الطبقة الثرية تهيمن على المجتمع الروسي.
💡 في هذه الحقبة من تاريخ روسيا، كان المجتمع الروسي يعاني من الظلم الإجتماعي والإقتصادي، ففي هذا المجتمع كان الثري يزداد ثراء، والفقير يزداد فقر. لاحظنا هذه الأمر في وصف والدة راسكولينيكوف للعريس الذي يرغب بخطبة ابنتها، دنيا. حيث أنها وصفته بالرجل الثري، ودائم الإنشغال بإعماله وآخرها هي التي يفكر في تأسيسها في مدينة بطرسبرغ، وهذا يتناقض مع حال راسكولينيكوف الذي يفتقر إلى إمتلاك حذاء يمكنه من الذهاب إلى الإطفال؛ لإعطائهم الدروس الخصوصية، كما أنه عبر عن سخطه تجاه هذه المهنة لقلة المال التي تدخله عليه.
💡 كما للقارئ أن يلاحظ هيمنة الأثرياء ليس فقط على مقدرات المجتمع الروسي، وإنما كان لهم تأثير كبير على المجتمع الروسي من الطبقة الفقيرة. يمكن ملاحظة ذلك بما حدث لدنيا عندما كانت تعمل جليسة أطفال، فعلى الرغم من الظلم الذي حل بها، كان لزوجة السيد سفيدر تأثير كبير على المجتمع، فعندما نشرت شائعات عن دنيا، صدقها المجتمع بأسره، وكأن الغني في ذلك العصر لم يكن فقط غني في ماله، وإنما في اعتقاد المجتمع الغني يجب أن يكون غني في كل شيء حتى أخلاقه، وكأن يصل إلى درجة الكمال! في حين أن الفقير كان في هذا المجتمع إنسان وضيع بلا قيمة، وما يمكن سماعه عنه من سوء الخلق قابل للتصديق دون محاولة إقامة الحجة والدليل والتوثيق من ذلك.
الفقير لا يمكن له الخلاص من فقره إلا بالتقرب من الطبقة الثرية.
💡لاحظنا كيف أن دنيا قدمت العديد من التنازلات من أجل أن تتزوج لوجين، ومن بين هذه التنازلات: أن لوجين رجل متعجرف ومتعالٍ وسيء المزاج وكثير الإنشغال. ولاحظنا أيضاً كيف أن والدة راسكولينيكوف سعيدة بهذا الرجل؛ لأنه سوف ينقظ ابنها من فقره من خلال توفير عمل مرموق له ينهي فيه حياة البطالة التي يعيشها.
لاحظنا أيضا إفتقار ثقة راسكولينيكوف بإمكانياته وقدراته، وشعوره بالإحباط من وضعه. فعلى الرغم من أنه شاب جامعي متعلم يمكنه أن يعطي الدروس للأطفال مقابل المال، إلا أنه أصبح فاقداً الثقة بهذه المهنة، وأنه لن تعود عليه بالكثير من المال، الذي يمكنه من أن يرتقي بجودة حياته، ففضل أن يكون عاطلاً فقيراً على أن يعمل بمبالغ زهيدة من المال، وكأنه في داخليته يشعر بأن هذا المجتمع لم يخلق إلا للأغنيا، وأن الفقير مهما حاول أن يجتهد فيه لا يمكنه أن يحقق الثراء والإرتقاء بالسلم الإجتماعي إلا بالتقرب من الطبقة الثرية الممثلة بالسيد بلوجين.
- دوستويفسكي، فيودور.1866. "الجريمة والعقاب". دوستويفسكي أخوان
تعليقات
إرسال تعليق